فوائد من كتاب فرسان الفريضة الغائبة في سيرة الشهيد أبي مصعب الزرقاوي لسلام عليكم ورحمة الله، قرأت الجزء الأول من كتاب "فرسان الفريضة الغائبة" لأبي قدامة (صهر الشهيد أبي مصعب الزرقاوي قدّس الله روحه). فسجلت بعض الفوائد منه، وإن كنت أرى أن الكتاب يحتوي على أخطاء، منها عدم توقير الأمام أبي محمد المقدسي فك الله أسره، فكأنه جعل من خطأ الإمام في مقابلته مع قناة الجزيرة سبب للتكلم فيه بشدة، بحيث ربما يزهد بعض الشباب في كتب الإمام أبي محمد. أيضا، كأن المؤلف لا يفهم منهج الشهيد أبي مصعب في مسائل التكفير، فهو (أبو قدامة) يظن أن الشيخ يعذر من أشرك مع الله غيره إن كان من أهل الجهل والتحريف من الإسلاميين كمن صار عضو في مجلس تشريعي، فإما أنه ينقل كلام للشهيد في بداية طلبه أو أنه لا يعلم موافقة الشهيد لأئمة الدعوة السلفية النجدية في هذه المسائل. المهم، فهذه بعض الفوائد من سيرة الشهيد كما موجود في كتاب "فرسان الفريضة الغائبة": قال أبو قدامة: تقول عنه شقيقته أم قدامة منذ أن التزم لم يترك قيام الليل، وكنت أصحى عليه في الليل وأراه يصلي ويطيل الصلاة، وغالبا ما كنت أصحى من النوم، فأجده قد وضع لي تحت مخدتي دينارا أو نصف دينار، حيث كان هذا دأبه معي ومع شقيقاته. وتذكر عنه شقيقته ماجدة فتقول "أما عن عواطفه تجاه أمه أخواته لقد كان حنونا برا كريما في أمه وأخواته ، شديد الود والحب لهن ويحافظ على ودهن وكان لا يشتري أغراض لبيته إلا وأحضر لوالدته مثله، جزلا معطاء لوالدته وأخواته ، وكان بعض أخواته يسكن في مناطق بعيدة عن الزرقاء ولا يشعرن بالغربة، فلا يكادا يغيب عنهن حتى يعود مجددا ودائما معطاء بالفلوس، كان يحب أخواته جدا ويتشوق للجلوس معهن والحديث إليهن، ويرى أنهن صاحبات مستوى رفيع وخلوقات، ويقول عنهن دائما الطاهرات وكان لهن بمثابة الأب الحنون العطوف على بناته ويقول لهن أنتن أغلى عندي من بناتي" اهـ. وقال أبو قدامة: كان الزرقاوي مع صديقه أبي القسام يأكلون "كنافة القاضي" قام أحد الزبائن المتخلفين في الطابق العلوي بسب الدين وتمادى في الشتم، لم يتمالك الزرقاوي نفسه حين سمع شتم الدين فقام له وضربه، ثم بعد أن أثر في ضربه، خاف الرجل وقفز عن "السدة" ثم هرب ، شكر الناس لأبي مصعب صنيعه . لا يزال الفتية الصغار في حارة الزرقاوي يذكرون لأبي مصعب ذلك الموقف الذي به بضرب شاتم الدين. اهـ. وقال أبو قدامة: عندما اعتقل أبو مصعب بقي في سجن المخابرات العامة قرابة ستة شهور، وقد حدثني ونحن في هيرات عن تعذيبه الشديد وقلع أظافره، وقال لي: "والله إنني لا أتمنى السجن لعدوي"! اهـ. وقال أبو قدامة: ويردد دائما في دعائه: اللهم مكنا من رقاب الكفار والمرتدين نذبحهم كذبح النعاج.. وعندما وضع يده على العلج الرومي (الأمريكي) ليجز رأسه تذكرت دعائه واستجابة الله تعالى له. قبل خروجه من السجن بقليل رأى أحد إخوته، أن أبا مصعب يذبح بقرة فأولها بعضهم أنه يذبح آدمي ؟! اهـ. وقال أبو قدامة: سمع الزرقاوي أن شقيقته قامت بالتسجيل في كلية إسلامية، كان المدرسون بها رجال، فتألم لذلك أشد الألم وتقيأ دما، وقد كان معه قرحة ويكتم ألمه، ولما علمت شقيقته بذلك تركت التسجيل والدراسة حرصا على مشاعر أخيها واستجابة لأمره، وأخذت تدرس القرآن على أيدي حافظات لكتاب الله، وقد قامت بحفظ معظم القرآن وهي على وشك إتمام حفظه، وكم تشكر لأخيها هذا الصنيع، وتقول: "الحمد لله الذي أكرمني وأنقذني قبل أن أقع بالاختلاط فليس من المروءة الاختلاط بالرجال". اهـ. وقال أبو قدامة: وحين قدمت أخته إلى الباكستان للزواج استقبلتها وإياه في المطار،وكان عمرها سبعة عشر عاما، وكان لحذائها صوت،فقالت لي أنه جعلها تمشي على رؤوس أصابع قدميها من المطار إلى الفندق، وكانت تتذكر ذلك وتبكي، وتقول لم أرى مثله رجلا بشدته وغيرته وحزمه وعزمه. اهـ. وقال أبو قدامة: وفي أثناء سجنه كان كثير الدعاء أن يستجيب الله له دعائه برجال أكفاء يغزو بهم ويجاهد. كان يردد هذا القول كثيرا، وأحسبه كان مجاب الدعوة ، فقد كان يطيل سجوده كثيرا، ويردد أقواله من وراء القضبان مكبلا، وفي شباك الغرف بسجنه، أن يمكنه الله من أعداء الله ومن رقابهم، فيذبحهم ذبح النعاج، وقد رأى في السجن رؤيا أولها له أحد إخوته أنه يتمكن من ذبح إنسان، وقد أحيانا الله إلى أن مكنه الله من رقابهم ، وذبحهم ذبح النعاج فأحيى سنة الذبح وأصبح أمير الذباحين. كان يدعوا الله أن يفك أسره وإخوانه وقد أجيبت دعوته، كان يدعوا الله تعالى أن يهيئ له وإخوته أرضا للجهاد، أو معسكرا للأعداد والرباط على أرض للمسلمين، فاستجاب الله له دعائه، وكان له ما أراد..لقد كان لحوحا على الله تعالى أن يستجيب له دعائه، ويرزقه الشهادة مقبلا غير مدبرا، ولقد حسبناه كذلك ولا نزكيه والله حسيبه.... اهـ. وقال أبو قدامة: إن نسي فلا ينسى زاده في الطريق بعبادته وصلاته ويحافظ على قيام الليل ويقوم بأيقاظ إخوته لقيام الليل،وحين كان يصلي الليل يقوم بإطفاء الأنوار حتى لا يرى أحد بكاءه، ويحرص على ذلك. كان بعضهم يقوم الليل ويصلي ثلاث ساعات وزيادة، ويطلب من إخوته بعض الأحيان أن يوقظوه في الليل ليقومه، ويقوم وحده في أحايين كثيرة، يقرأ من آل عمران (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وثب أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين) و من البقرة ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن لا تشعرون ولنبلونك بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إننا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المعتدون) ويقرأ قصص الأنبياء عليهم السلام من سورة الأنبياء ويتذكر بلائهم فيبكي ، يتذكر كيف نجا الله أيوب ويونس والأنبياء عليهم السلام يبكي ويبكي من معه ، وفي نفس ظروف سجنه يقرأ من سورة يوسف الذي عاش نفس الظروف ، كذلك يشحن نفسه بالجهاد فيقرأ من سورة التوبة السورة الكاشفة والفاضحة حسب أسمائها وسورة الصف وما للمجاهدين نعيم فيها، كانت مواضيع تلك السور التي نزلت بحزن على الرسول صلى الله عليه وسلم تناسب الظروف التي يعيشها فتدفعه إلى الإمام وتريحه، يقرأ القرآن بحزن، يقرأه غضا طريا باستكانة فيبكي كثيرا، ويبكي من حوله، كانت قراءة للقرآن زاد له في الطريق، ونور وضياء في محنته، يرى إخوته الخشوع والسكينة بقراءته للقرآن، ، ويسمع إخوته نحيبه في الصلاة كانت نعم الله عليه في السجن كثيرة ( ظاهره فيه العذاب وباطنه فيه الرحمة ) حنونا وشفوقا وصاحب مشاعر رقيقة وعاطفية، ذا نفسية مرحة يمزح حتى انه يؤنس أصحابه، دقيق في مشاهداته وملاحظاته. اهـ.